بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، اندلعت المواجهات في أعقاب هجوم على شاب درزي من السويداء على الطريق الذي يربط المحافظة بدمشق. وأفيد بأن عدة مسلحين اعتقلوا الشاب وسرقوا منه، ثم أطلقوا سراحه في منطقة نائية في حالة خطيرة. وفي أعقاب هذه الحادثة، اعتقل عدد من أهالي السويداء عناصر من القبائل البدوية، وزادت التوترات.ووفقا للتقارير، بعد فترة هدوء قصيرة من العنف في الليلة بين السبت والأحد، أقام مسؤولون محليون حاجزا في المنطقة واعتقلوا 14 مواطنا درزيا، ردا على اختطاف البدو من قبل عناصر تابعة للدروز.
قُتل ٢١ شخصًا اليوم الأحد وأصيب عشرات آخرين في اشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو في محافظة السويداء، وفق حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيراً إلى “نزوح جماعي واشتباكات واستهداف بلدات في تصعيد أمني خطير”.
وقال المرصد: “ارتفعت حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء ومناطق بالمحافظة إلى 21 قتيلا بينهم طفلان، وهم: (17 من الدروز بينهم طفلان، و4 من بدو السويداء) بالإضافة إلى نحو 50 جريحاً بينهم أطفال وآخرين بحالات حرجة”.
وأضاف: “نزح معظم سكان قرية الطيرة في ريف السويداء باتجاه بلدتي المزرعة ومدينة السويداء، عقب دخول مجموعات مسلحة إلى محيط القرية، واندلاع أعمال عنف تخللها إحراق عدد من المنازل، في حين بقيت مجموعات محلية مرابطة داخل الطيرة بهدف حماية المنطقة من الهجمات المتكررة”.
وتابع المرصد: “بلدتا سميع والمزرعة تعرضتا للاستهداف بعدد من القذائف، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط لبين وحران، وسط تأكيدات من الفصائل المحلية المرابطة على خطوط التماس بأنها تواصل التصدي للهجمات”.
والاشتباكات هي أول أعمال عنف تشهدها المنطقة منذ تلك التي سجّلت بين دروز وقوات الأمن وأوقعت عشرات القتلى في نيسان/أبريل وأيار/مايو.
واندلعت الاشتباكات إثر عملية اختطاف لتاجر وسلبه ممتلكاته على طريق دمشق - السويداء قبل أن تتطور الحادثة لعمليات اختطاف متبادلة من أقارب التاجر وآخرين من عشائر البدو داخل محافظة السويداء، وسط فشل في احتواء التوتر الناجم عن الحادثة.
وناشد ناشطون، الوجهاء والسلطات السورية إلى التدخل لاحتواء الاشتباكات وإيقاف التصعيد المتفاقم داخل مدينة السويداء. وأدت الاشتباكات إلى قطع طريق دمشق- السويداء بشكل كامل، فيما تحدثت أنباء عن تعرض حاجز للأمن السوري إلى هجوم من قبل مسلحين مجهولين.
ودعا شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء حمود الحناوي، الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى التدخل في التصعيد الحاصل ووقف الاشتباكات، مؤكداً أن الدروز “لا يسعون إلا إلى الخير، ولا يرضَون الظلم لأنفسهم ولا لغيرهم، وإن الكرامة لا تُصان بالسلاح بل بالعقل، ولا تُسترد بالخطف بل بالحكمة”.
وقال الحناوي إن “ما يحدث من تصعيد وردود أفعال مضادة لا يليق بأهل النخوة، ولا برجال المواقف، ولا يخدم إلا أعداء وحدتنا وأمننا، ويُضعف مناعتنا المجتمعية في وجه ما يُراد لنا من شر وتفكك”.
وأهاب الحناوي بجميع الأطراف إعادة النظر فيما يجري، ووقف الاشتباكات والتوقف عن كل ما من شأنه أن يزرع الفتنة ويهدد السلم الأهلي.
في غضون ذلك، قال معاون وزير الداخلية لشؤون الشرطة في محافظة السويداء، العميد نزار الحريري، إن المحافظة تشهد متابعات أمنية دقيقة في محيط حي المقوس شرقي المدينة، إثر تطورات متسارعة ناجمة عن حادثة سلب وقعت مؤخراً على طريق دمشق – السويداء، استهدفت أحد المواطنين العاملين في القطاع التجاري، وما أعقبها من ردود أفعال متوترة تمثلت بوقوع عمليات خطف متبادلة.
وأكد أن هناك جهوداً حثيثة تُبذل مع الفعاليات المحلية لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار، داعياً إلى تغليب لتغليب صوت العقل والالتزام بالقانون حفاظاً على أمن المحافظة واستقرارها.