أشار الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الخميس، إلى أنّ “الجغرافية السورية تعيش على بعضها البعض، ويستحيل أن يكون للساحل سلطة قائمة بذاتها منعزلة عن البقية”.
وخلال مشاركته في اجتماع باللاذقية عبر اتصال فيديو، قال الشرع: “الساحل السوري يشكل أولوية بالنسبة لنا لأنه يطل على الممرات التجارية عالمياً ودولياً كما أنه سيشكل ربطاً اقتصادياً قوياً جداً بيننا وبين دول المنطقة بأكملها.”
الشرع: حقّقنا إنجازات ملموسة
وأضاف الرئيس السوري “قطعت” سوريا خلال العام الماضي خطوات مهمة، وحققت إنجازات ملموسة على مختلف “الأصعدة، مؤكداً أن الدولة السورية مدركة أنها ستواجه عدد من التحديات والاعتراضات.
وأكد أن الساحل السوري من أبرز أولويات العمل الوطني في المرحلة الحالية، نظراً لموقعه الحيوي على ممرات التجارة الدولية، ودوره في تعزيز الربط الاقتصادي بين سوريا ودول المنطقة.
وأضاف أن الساحل السوري يمتلك كافة المقومات التي تعكس تماسك المجتمع السوري، وقوة الوحدة الوطنية، معتبراً أن التنوع الاجتماعي والطائفي فيه إثراءً للدولة السورية، “وليس موضعاً للنقاش أو الجدل”
الشرع: الجغرافيا السورية مترابطة
وتابع أن الطروحات المتعلقة بالانفصال أو الفيدرالية، تصدر في الغالب عن قراءات ضيقة أو نقص في الإلمام السياسي، موضحاً أنه حتى الدول الفيدرالية تملك مركزيات قوية في المؤسسات السيادية، مثل الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد، وهي مؤسسات لا يمكن تجزئتها.
وقال الشرع: “الجغرافيا السورية مترابطة ومتكاملة، ويستحيل أن يكون للساحل سلطة قائمة بذاتها منعزلة عن البقية المناطق، فموارده ترتبط بشكل مباشر مع المنطقة الشرقية، وكذلك العكس، كما أن سوريا بلا منفذ بحري تفقد جزءاً أساسياً من قوتها الاستراتيجية والاقتصادية”.
واعتبر أن التكامل القائم حالياً بين مختلف المناطق السورية، اقتصادياً واجتماعياً، يبرهن أن دعوات التقسيم أو الانفصال تعكس قدراً من الجهل السياسي وعدم الإلمام بواقع الدولة، لافتاً إلى أن مفهوم الفيدرالية الذي يطرحه البعض اليوم، لا يختلف من حيث الجوهر عن إطار الإدارة المحلية المعمول به في سوريا، “ويمكن العديل عليه”.
مرحلة تاريخية
وأكد الشرع أن سوريا تجاوزت مرحلة الخطورة بفضل السياسات التي اتبعتها الدولة، والتفاعل الشعبي والمجتمعي من مختلف أطياف المجتمع السوري، مشدداً على ض رورة النظر إلى دول شهدت صراعات داخلية حيث أثبتت أن محاولات تقاسم السلطة لا تقود دائماً إلى حلول، بل قد تبقى معلّقة لعقود ويسوء حالها أكثر فأكثر.
وفي الوقت نفسه، قال الرئيس السوري إن التحديات التي يواجهها الوضع السوري معقدة، وتتطلب قدراً كبيراً من الوعي والمسؤولية لتحقيق الهدف الأهم وهو سوريا موحدة ومستقرة، فيما أكد أنه ليس هناك مخاوف جوهرية على الصعيد الاقتصادي، مطالباً بمزيد من الوقت لمعالجة المشكلات العالقة.
وأضاف “نحن اليوم أمام مهمتين أساسيتين في المرحلة المقبلة، حماية البلاد من المخاطر الداخلية والخارجية والتنمية الاقتصادية”، مؤكداً أن عملية البناء تحتاج إلى الوقت.
وتابع: “نعمل للحفاظ على مبدأ التشاركية وتوسيع مساهمة مختلف المكوّنات في بناء الدولة، وقد رفضنا بشكل قاطع أي صيغة للمحاصصة أو الاستقطاب السلطوي داخل مؤسسات الدولة ووزاراتها، فالجميع شركاء، والجميع معنيون بالمسؤولية”.
وأكد أن مبدأ الانفصال عُرض على إدلب في السابق، “إلا أننا رفضنا بصورة قاطعة أن تكون سوريا إلا دولة موحدة” على الرغم من معاناة المحافظة السابقة من القتل والقصف والدمار.
وقال الرئيس السوري: “لقد آن الأوان لإنهاء حالة الانقسام التي زُرعت في نفوس السوريين، ل أكثر من ستين عاماً، نحن الآن أكثر فهماً وتماسكاً وقدرة على بناء سوريا معاً، نعوّل على الوعي الكبير الذي يمتلكه السوريون، داخل البلاد أو خارجها، ومحبتهم الراسخة لبلدهم، لبناء سوريا أقوى وجعلها عصية على جميع محاولات التقسيم”.
