كشفت “المدن” أنّ الموفدة الفرنسية آن كلير لاجاندر، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عقدت لقاءً مطولاً مع وفد حزب الله.
المصادر تحدثت عن أن اللقاء تمحور حول الوضع في الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. كما بحث الجانبان في انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف النار بينما يبدي حزب الله التزاماً كاملاً بالاتفاق الذي وقع في 27 تشرين الثاني من العام المنصرم. وتحدثت الموفدة الفرنسية في المقابل عن دور فرنسا بوصفها مشاركاً أساسياً في لجنة الميكانزيم، كما استفسرت عن موقف حزب الله مما يحصل في المنطقة والحل في الجنوب. وكانت لاجاندر التقت أمس الرؤساء الثلاثة في إطار المساعي الفرنسية لتثبيت وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، إضافة إلى البحث في مؤتمر دعم الجيش اللبناني.
لوجاندر تواصل جولتها على المسؤولين
وتواصل المستشارة الفرنسية جولتها على المسؤولين، حيث التقت رئيس “حزب القوات اللبنانيّة” سمير جعجع في معراب، في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وشخصيات قواتية.
وعقب اللقاء أشار جعجع ردًا على سؤال إلى أنه لم يتم التطرق إلى موضوع المفاوضات مع إسرائيل، وقال: “كان الطرح مرتبطًا حصرًا، بترتيب الوضع والشأن الداخلي، وتنفيذ قرار وقف الأعمال العدائيّة الصادر في 27 تشرين الثاني 2024، ولا سيما أننا على مقربة من بدء العام الثاني لهذا القرار”.
وعن موقف الفرنسيين من الوضع القائم، أجاب جعجع: “الفرنسيون لديهم فكرة معيّنة يطرحونها على المسؤولين، ويسعون إلى الدفع نحو تحقيق تقدّم في مسار دعم الدولة اللبنانية”. وعما إذا كان الأميركيون شركاء مع فرنسا في هذا المسعى، لفت جعجع إلى أن “هناك توافقا فرنسيا – أميركيا - سعوديا على الخطوات المطروحة، والتي تهدف إلى تسريع تنفيذ قرارات الحكومة”.
وردًا على سؤال حول تحديد فرنسا لمهلة زمنية معينة لجهة تنفيذ مبادرتها، قال: “في الوقت الراهن تسعى فرنس ا إلى عقد مؤتمر من أجل دعم الجيش اللبناني، إلّا أن هذا الأمر مرتبط بمدى التقدّم الذي تحقّقه الدولة اللبنانية على طريق تثبيت نفسها كدولة جدّية”.
وعما إذا كان دعم الجيش اللبناني سيكون بالتوازي مع المبادرة الفرنسية أم يسبقها، علق جعجع قائلًا: “فرنسا تريد دولة جدّية… كي يكونوا جديّين معها، لا أعلم كيف يرتّبون أولوياتهم”.
وعن قول رئيس الجمهورية جوزاف عون إن الجيش اللبناني يقوم بعمل جبّار في الجنوب، أجاب رئيس “القوات”: “برأيي، رئيس الجمهورية يريد، كما نريد نحن، أن تتقدّم الأمور، أما إذا كانت الخطوات على الأرض تتقدم بالسرعة المطلوبة أم لا… فهذا يحتاج إلى بحث ونقاش”.
كذلك عقد رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي لقاء مع مستشارة الرئيس الفرنسي، في مقر السفارة الفرنسية، في حضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو وأركان السفارة، وجرى نقاش معمق في المستجدات السياسية والاقتصادية في لبنان والتطورات في المنطقة، مع التركيز على الأوضاع في شمال لبنان.
وبحسب بيان للمكتب الاعلامي لكرامي، “تناول النقاش سبل دعم لبنان في مسار الإصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية، وتأكيد أهمية الإسراع في تنفيذها، بما ينسجم مع متطلبات المرحلة. كما تمت الإشارة إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين لبنان وسوريا على قاعدة الاحترام المتبادل، مع إبداء استعداد للمساهمة في ملف ترسيم الحدود بين البلدين. كذلك تم التطرق إلى نتائج التواصل القائم مع المملكة العربية السعودية، وحجم التقدم المحقق على صعيد بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح ضمن المهل المحددة في الخطة الحكومية وتطبيقا للقرار 1701، كما أعيد تأكيد دعم المؤسسة العسكرية والجهود الرامية إلى عقد مؤتمر دولي مخصص لتعزيز قدرات الجيش”.