" الكربجة" تهيمن على لبنان وكل المخارج مقفلة!
يعيش لبنان حالة من الشلل الشامل، حيث تتعطل كل المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتغيب الحلول في ظل انسداد الأفق الداخلي والخارجي.
فعلى الصعيد الأمني والسيادي، تتفاقم التهديدات الإسرائيلية، وسط تدريبات عسكرية تحاكي سيناريوهات حرب جديدة على لبنان، بينما تتعثر كل المبادرات المتعلقة بإعادة الإعمار وضبط الحدود. وفي هذا السياق، جاء تحذير المبعوث الأميركي توم برّاك ليعكس حجم القلق الدولي من عجز الدولة اللبنانية عن التوفيق بين الأقوال والأفعال.
أما على صعيد العلاقات الخارجية، فتغيب الزيارات الرسمية المهمة، ما يعكس عزلة دبلوماسية متزايدة، ولولا الزيارة المرتقبة للبابا فرنسيس، لكانت أجندة الدولة خالية من أي تحرك دولي يُذكر.
وفي ما يخص الملف الاقتصادي، لا تزال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تراوح مكانها، إذ تتراكم التعقيدات بدلًا من التوصل إلى حلول للعقد التي تعيق التفاهم مع الصندوق، ما يفاقم الأزمة المالية والمعيشية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، تتصاعد المخاوف من تعثر الاستحقاق الدستوري، خصوصًا في ظل تعقيدات ملف اقتراع المغتربين، ما يجعل إجراء الانتخابات في موعدها تحديًا حقيقيًا.
وفي ملف حصر السلاح بيد الدولة، لا تقتصر العراقيل على التواصل المتعثر مع “حزب الله”، بل تمتد إلى الفصائل الفلسطينية غير الخاضعة للسلطة الفلسطينية، ما يهدد سيادة الدولة ويزيد من هشاشة الوضع الأمني.
أما على صعيد مكافحة الفساد، فلا تزال الملفات الكبرى مفتوحة على مصراعيها، من دون أي تقدم يُذكر، في ظل غياب الإرادة السياسية الحقيقية للمحاسبة.
وفي ظل هذا المشهد القاتم، لا يبدو أن شيئًا يتحرك في البلاد سوى حوادث السير، التي تحصد المزيد من الأرواح يوميًا، في ظل غياب شبه تام للأجهزة المعنية بتطبيق القوانين وتنظيم السير.
لبنان اليوم يقف على مفترق طرق خطير، حيث تتقاطع الأزمات وتتعطل الحلول، فيما المواطن يدفع الثمن من أمنه ومعيشته وكرامته.