أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء، عن تنفيذ حملة إنذارات واسعة النطاق للمدنيين الفلسطينيين في مدينة غزة، تشمل إسقاط منشورات، إرسال رسائل نصية، وبث تحذيرات صوتية مسجلة، في خطوة تشير إلى اقتراب الغزو البري الشامل أكثر من أي وقت مضى. وشملت الحملة أيضًا مكالمات هاتفية مباشرة، تولتها الوحدة الخاصة 504، المعروفة بخبرتها في الشؤون العربية والفلسطينية.
ويأتي هذا التصعيد بعد إصدار أكبر أمر إخلاء للمدينة صباح الثلاثاء، نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون استهداف فردي. ورغم التحذيرات المتكررة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، لم يغادر سوى نحو 100 ألف من أصل مليون مدني، ما دفع الجيش إلى تكثيف جهوده التحذيرية.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن حركة حماس تعيق عمليات الإجلاء، ما دفع الجيش إلى اعتماد أساليب أكثر مباشرة لإقناع السكان بالمغادرة. ويُذكر أن الجيش الإسرائيلي استخدم سابقًا خمس فرق برية في غزو شمال غزة، ويخطط لتكرار هذا النمط في العملية المقبلة، رغم أن مقاومة حماس قد تؤثر على حجم القوات المشاركة.
في السياق ذاته، حذّر منتدى غزة الإنساني من تداعيات التهجير القسري، مشيرًا إلى أن نقل السكان إلى مناطق مكتظة تفتقر إلى الموارد يفاقم الأزمة الصحية ويهدد بإضعاف فرص إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس. ودعا المنتدى إلى إنشاء مساحة إنسانية تستوفي المعايير الدولية، بإشراف وكالات الأمم المتحدة المختصة.
ورغم تقارير تفيد بزيادة أعداد المغادرين، لا تزال أعداد كبيرة من المدنيين في أماكنهم، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا، خاصة بعد مقتل العشرات يوم الاثنين، في ظل غياب بيانات رسمية إسرائيلية توضح طبيعة الأهداف المستهدفة.
وفيما يرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن السيطرة على مدينة غزة ستقنع حماس بالتخلي عن الرهائن وتؤدي إلى هزيمتها، يحذر خبراء عسكريون من أن العملية قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة وتفاقم الوضع الإنساني، ما قد يضر بشرعية إسرائيل الدولية أكثر من المكاسب العسكرية المتوقعة.