أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية، حكماً بالإعدام غيابيًا بحق محمد عيّاد، المتهم الرئيسي في قضية مقتل الجندي الإيرلندي شون روني، أحد أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، في حادثة تعود إلى ديسمبر/كانون الأول 2022 في منطقة العاقبية جنوب البلاد.
وأكد مصدر قضائي لوكالة “فرانس برس” أن الحكم جاء بعد أكثر من ثلاث سنوات من انطلاق المحاكمات، وشمل أيضًا استجواب خمسة متهمين آخرين، سلّموا أنفسهم للمحكمة قبل ساعات من الجلسة، بعد تواريهم عن الأنظار منذ وقوع الحادثة.
وبحسب المصدر، صدرت بحق أربعة منهم أحكام مخففة تراوحت بين السجن لأسابيع أو أشهر وغرامات مالية، فيما تم تبرئة المتهم الخامس.
وكان القضاء اللبناني قد وجه في يونيو/حزيران 2023 اتهامات بالقتل العمد لخمسة عناصر من “حزب الله”، فيما سلّم الحزب أحد المتهمين الأساسيين بإطلاق النار إلى الجيش اللبناني بعد أسبوعين من الحادثة. إلا أن “حزب الله” عبّر لاحقًا عن استنكاره لزجّ عناصره في التحقيقات، وفق ما نقل مصدر من الحزب لوكالة “فرانس برس”.
يُشار إلى أن محمد عيّاد، الذي أخلي سبيله في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لأسباب صحية، لم يحضر أي جلسة من جلسات المحاكمة منذ ذلك الحين.
يذكر أن الجندي الإيرلندي شون روني قُتل وأصيب ثلاثة من رفاقه بجروح عندما تعرضت سيارتهم المدرعة لإطلاق نار أثناء مرورها في المنطقة الواقعة بين صور والناقورة، حيث تنتشر قوة اليونيفيل، التي تضم أكثر من عشرة آلاف جندي من نحو خمسين دولة وتعمل على الفصل بين لبنان وإسرائيل منذ عام 1978.
ورغم أن التوترات بين اليونيفيل وسكان بعض المناطق الجنوبية ليست جديدة، إلا أن الحادثة شكّلت سابقة نادرة من حيث خطورتها، وأثارت انتقادات دولية ودعوات متكررة إلى احترام مهام البعثة الأممية وضمان أمنها.