في تطور دبلوماسي لافت، التقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجّي نظيره الإيراني عباس عراقجي، على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة. اللقاء جاء بعد امتناع الطرفين عن الاجتماع سابقًا في بيروت، على خلفية تصريحات متبادلة وُصفت بأنها “مهينة”، ما أضفى على اللقاء في الدوحة طابعًا تصالحيًا ضمن إطار إقليمي جامع.
محاور اللقاء
وفق مصادر دبلوماسية مطلعة، ناقش الوزيران تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، مع تركيز خاص على ملف السيادة اللبنانية وسلاح الجماعات المسلحة.
يوسف رجّي شدد على “قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”، في إشارة ضمنية إلى سلاح حزب الله، دون تسميته مباشرة.
عباس عراقجي أعاد التأكيد على “احترام إيران لسيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه”، وهي صيغة دبلوماسية مألوفة في الخطاب الإيراني، تعكس رغبة في الحفاظ على قنوات التواصل دون التنازل عن النفوذ الإقليمي.
خلفية سياسية
القطيعة في بيروت: تعود إلى تصريحات متبادلة بين الطرفين، اعتُبرت مسيئة، ما حال دون عقد أي لقاء رسمي في العاصمة اللبنانية.
الدوحة كمنصة: اختيار قطر كموقع للقاء يعكس دورها المتنامي كوسيط في الملفات الإقليمية الحساسة، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات في غزة واليمن ولبنان.
دلالات اللقاء
كسر الجمود الدبلوماسي: اللقاء بحد ذاته يشير إلى رغبة الطرفين في إعادة فتح قنوات التواصل، ولو ضمن سقوف محددة.
رسائل مزدوجة: لبنان أراد تأكيد استقلالية قراره السياسي، فيما إيران سعت إلى إظهار انفتاحها على الحوار مع الدولة اللبنانية، بعيدًا عن وكلائها المحليين.
توقيت حساس: يأتي اللقاء عشية قمة عربية–إسلامية طارئة، ما يضفي عليه بعدًا رمزيًا في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.
