عن صفحة علي عيد على فيسبوك
في عام 2021، اجتازت دجاجة تعود لطفل يُدعى حسين الحدود نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة. حادثة عابرة، كان يمكن أن تمر بصمت، لكنها تحولت فجأة إلى “نصر إعلامي”، إذ أنشد المنشد علي بركات أغنية يمجّد فيها الدجاجة، وكتب الكاتب أسعد أبو خليل مادحًا بطولتها، فيما تبارى آخرون في دعم الطفل: من تبرع له ببضع دجاجات، ومن قدّم بقرة حلوب مع علفها. تلفزيون “المنار” و”الجديد” استهلا نشراتهما ومقابلاتهما بالحديث عن الدجاجة “التي اخترقت العدو”!
لكن بالأمس، الجمعة 11 تموز 2025، اجتاحت مجموعة من الأبقار الحدود من الجهة المقابلة، ود خلت بلدة عيتا الشعب في الجنوب اللبناني، بحجّة “الضياع”. المفارقة أن الفريق الإعلامي نفسه الذي مجّد دجاجة حسين قبل أربع سنوات، عاد ليصف الأبقار المقتحمة بالأبطال الضائعين، وراح يهلل لما وصفه بـ”خرق الحدود العكسي”.
ما بين دجاجة تُحرّر، وأبقار تجتاح، إعلام واحد، وطبّال واحد. طبّال يتقن العزف على وتر التبعية والتضليل والانتهازية. طبّال لا يكلّ ولا يملّ من تزييف الواقع وتحويل كل تفصيل إلى انتصار، ولو كان عبثيًا أو هزليًا.
متى نعترف بالهزيمة عندما تقع؟ ومتى نتوقف عن تحوير الحقائق لخدمة روايات فارغة؟
افهموا الحقيقة: الدجاجة والابقار بهائم، لا تمجيد في عبورها ولا معنى لخطوتها خارج سياق العقل.
لا تُهدروا العقول خلف بهرج الطبالين.
عودوا إلى عقولكم، واتركوا الطبال يسكر بضجيجه وحده.”
