قال البابا لاوون الرابع عشر للمرضى والعاملين في المستشفى في لبنان إنه جاء إلى “حيث يسكن يسوع”، مضيفًا أن المسيح حاضر “فيكم أنتم المرضى، وفيكم أنتم الذين تعتنون بالمرضى”.
جاء ذلك خلال زيارته صباح الثلاثاء لمستشفى الصليب في جل الديب، إحدى المحطات الأخيرة في رحلته إلى لبنان، فيما لا يزال البلد يعاني من جراح الصراع والانهيار الاقتصادي.
وخاطب الأب الأقدس الطاقم الطبي والمرضى وأخوات الصليب الفرنسيسيات اللواتي يدِرن المؤسسة، مشيرًا إلى مؤسس المستشفى، الطوباوي يعقوب الحداد، واصفًا إياه بأنه “رسول لا يكلّ في خدمة المحبة” وأن تفانيه في خدمة المتألمين شكّل هوية المؤسسة.
وقال البابا للعامل ين في الرعاية الصحية: “وجودكم هو علامة ملموسة على محبة المسيح الرحيمة”، مشبّهًا خدمتهم بالسامري الصالح الذي توقف لمساعدة الجريح. وحثّهم على عدم الاستسلام عندما يسيطر التعب أو الإحباط، قائلاً: “أبقوا أمام أعينكم الخير الذي تستطيعون تحقيقه. في نظر الله، هو عمل عظيم”.
كما وجّه البابا نداءً واضحًا إلى المجتمع اللبناني، محذرًا من أن مجتمعًا يركّز فقط على الإنجاز والرفاهية يعرّض نفسه لخطر التخلي عن أضعف أفراده. وأضاف: “لا يمكننا أن نتصور مجتمعًا يركض بأقصى سرعة متجاهلًا العديد من حالات الفقر والهشاشة”.
وأكد أن المسيحيين مدعوون لجعل الفقراء أولوية لأن “صرخة الفقراء”، التي تتردد في الكتاب المقدس، لا تزال تطالب بالاستجابة.
جل الديب، بلدة في قضاء المتن ذات غالبية مارونية، تطورت من محطة صغيرة في العهد العثماني على طريق بيروت–طرابلس إلى مركز تجاري خلال فترة الانتداب الفرنسي، وهي المرحلة التي شكّلت الكثير من ملامح لبنان الحديث بعد الحرب العالمية الأولى. وفي هذا السياق، تأسست مؤسسة دي لا كروا عام 1919 على يد الطوباوي يعقوب، لتصبح واحدة من أبرز المراكز في المنطقة للرعاية النفسية وخدمات الإعاقة الذهنية. وتديرها أخوات الصليب الفرنسيسيات، وتشمل اليوم خمسة أجنحة للمرضى وتخدم أ كثر من 2200 شخص سنويًا.
وتوجّه البابا إلى المرضى مؤكدًا كرامتهم ومكانتهم في قلب الله، قائلاً: “أنتم قريبون من قلب الله الآب. هو يمسك بكم في كف يده”، وأضاف: “أنا أحبكم، أعتني بكم، أنتم أبنائي. لا تنسوا ذلك أبدًا”.