في تطور غير مسبوق في المشهد السياسي الإقليمي، وجّه عدد من أعيان قطاع غزة، بينهم شخصيات محسوبة على حركة حماس، دعوة رسمية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة القطاع، واصفين إياه بـ”المنقذ”، في خطوة تعكس تحولاً جذرياً في المواقف تجاه الدور الأميركي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ويأتي هذا التحول في وقت يتولى فيه الجيش الأميركي، الحليف الإستراتيجي لإسرائيل، رئاسة لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية التي انضمت إلى الجهود الدولية لضمان استقرار الوضع في غزة. الاتفاق، الذي يُنتظر توقيعه رسمياً في منتجع شرم الشيخ، يُوصف بأنه “معجزة سلام” في منطقة كانت حتى وقت قريب مسرحاً لصراعات دامية. ويُتوقع أن يشارك ترامب في مراسم التوقيع إلى جانب قيادات عربية وإسلامية بارزة، في مشهد يعكس إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، لا سيما بعد تراجع النفوذ الإيراني وانحسار دور التنظيمات المسلحة الموالية لطهران. وفي هذا السياق، خرجت الولايات المتحدة من خانة “الشيطان الأكبر” التي لطالما وُصفت بها في أدبيات محور الممانعة، بينما تراجعت إيران من موقع “الحليف الأعظم” لدى بعض الفصائل، في ظل ما يُوصف بأنه استسلام فعلي أمام إسرائيل بعد سنوات من المواجهة. ويُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه نقطة تحول في مسار الصراع، ليس فقط في غزة، بل في عموم المنطقة، مع توقعات بأن يُمهّد الطريق لمرحلة جديدة من التهدئة وإعادة الإعمار، وربما بداية لسلام أوسع في الشرق الأوسط.⸻