"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

نحن و..."مهل" دونالد ترامب

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 22 يونيو 2025

المهل التي يحددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مثيرة للإهتمام، فالأسابيع والأيّام لديه لها معانٍ مضمرة!

أعطى نفسه قبل يومين مهلة اسبوعين من أجل أن يحسم ما إذا كان سوف يرسل قنابله الفريدة لتدمير المواقع النووية الحساسة في ايران يتقدمها موقع “فوردو”. هذا شجع الأوروبيين على فتح مفاوضات مع الإيرانيين، “لعل وعسى”، ولكن ما إن تلمّس “التذبذب الدبلوماسي” الايراني المعهود حتى اختصر مهلة الأسبوعين بيومين وهجم، في شراكة معلنة ومتباهى بها مع إسرائيل!

لم يكتف ترامب ب”فوردو”. وصل الى أصفهان وأجهز على ما لم تستطع أن تقضي عليه القنابل الإسرائيلية في “نطنز”!

وهذه ليست المهلة الأولى المثيرة للإهتمام. قبل ذلك، أعطى الإيرانيين مهلة حتى مساء الأحد الواقع فيه الخامس عشر من حزيران الجاري، ولكن مع المعادلات المعلنة التي راحت ايران تطلقها، أعطى لبنيامن نتنياهو الضوء الأخضر ليبدأ عمليته في ساعة متقدمة من ليل 13 حزيران، فكانت بداية الحرب الإسرائيلية- الايرانية المباشرة، بعد عقود من “حرب الوكلاء”!

ولأنّ الضربات الكبرى والاستراتيجية لا تأتي من خارج سياق متكامل، يعرض ترامب على الإيرانيين الإستسلام تحت طائلة استهداف مواقع أساسية خاصة بالنظام. لم يحدد مهلة أبدًا، لأنّه، وكما هو واضح يريد ردًا سريعًا جدًا على عرضه.وفي هذه الحال، يُمسك ترامب على ما يبدو بورقة غالية لم يتقاسمها بعد مع إسرائيل، أو سلّمت إسرائيل شأنها له: مكان إقامة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي الخامئي وإمكان اغتياله.

مهلة ترامب الثابتة كانت تلك التي أعطاها الى الخامنئي، عندما أبلغه في رسالة مباشرة من خلال الوسيط العُماني: لديكم ستون يوما، وفيها إمّا تتوصلون الى صفقة معي أو أفتح عليكم ابواب الجحيم!

كانت أبواب الجحيم مرصودة، فترامب راح يُعقّد المفاوضات حتى وصلت طروحاته الى مستوى دعوة ايران الى الإستسلام التي ربما كان يدرك أنّ الخامنئي لن “يأكله”!

المهم في الإبحار في قراءة “مهل” دونالد ترامب، أن يستوعب المسؤولون اللبنانيون الدرس جيّدًا. سبق أن تبلّغوا، بوضوح أنه قبل حلول شهر تشرين الأول المقبل، يجب أن يكون قد جرى إيجاد حل لملف سلاح “حزب الله” والمنظمات الفلسطينية الحليفة.

وعليه، فإنّ من لا يهتم بتداعيات حرب ضد دولة بحجم إيران وقوتها، لن يجد غضاضة أبدًا في أن يستعيد حربه على لبنان، لأنّه لن يُترك أبدًا أيّ مجال للوكيل، ليعيد في يوم من الأيّام، الأصيل الى لعبة التهديد والتأثير!

وعليه أيضا، من الخطر جدًا أن ينام المسؤولون اللبنانيون على ما يحلو لهم من تفسيرات لكلام دبلوماسي يمكن أن يقوله هذا أو ذاك من الأميركيين، لأنّ واجبهم أن يفهموا أن ترامب يستغل الدبلوماسية ليفهم جوهر الأطراف الأخرى، وحينها ينقض أو يسمح لحليفته إسرائيل بأن تنقض.

حتى تاريخه، ثمة مشكلة في جوهر استعدادات المسؤولين في لبنان!

المقال السابق
هذا هو صاروخ "خيبر" الذي أطلقته ايران الاحد للمرة الاولى على اسرائيل
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

"الأخ الأكبر" تحت نيران نعيم قاسم

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية