زنّر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نفسه وبيئته وطائفته وسائر لبنان بحزام ناسف، وهدد السلطة اللبنانية إن نفذت قرار سحب سلاح حزبه الذي سقط دوره أمام الجيش الإسرائيلي، بتفجيره، على قاعدة شمشمونية وليس كربلائية: ”عليّ وعلى أعدائي، يا رب”!
في كلمته بمناسبة “أربعينية الحسين”، أظهر نعيم قاسم حزبه، كما لو كان قد خسر كل شيء، ولذلك لم يبق لديه سوى تهديد نفسه والآخرين بالموت.
أظهر قاسم “حزب الله” كما لو أضحى حالة فقدت المنطق، والرجاء، والبدائل، فتحوّلت الى أردأ أنواع الإرهاب!
كلام نعيم قاسم قارب هلوثة المزروك في الزاوية، فقال كلامًا لا يقوله عاقل، ولا ينطق به سياسي، ولا يقبل به رجل دين!
عبادته للسلاح فاقت كل تصوّر. هذا السلاح الذي طالما قدمه “حزب الله” على أنّه تحريري، أصبح جاذب احتلال. وعرّفه على أساس أنه عامل قوة للبنان، أضحى عامل ضعف. وأشاد به كما لو كان ضامنًا للسلم الأهلي، تحوّل الى المهدد الرئيس للسلم الأهلي!
بماذا يهدد نعيم قاسم السلطة؟ بكل بساطة يهددها بتهديم لبنان وإنهائ وبقتل الناس وتهجيرهم، وبهدم الهيكل على رؤوس الجميع!
هذه ليست حالة كربلائية. في كربلاء، جرت التضحية بالذات، دفاعا عن الكرامة والعقيدة والحق، ولم تتم التضحية بأمة وشعب، كما يهدد نعيم قاسم الذي بدا في الواقع حالة شمشمونية “رديئة”، تستغل بعد أسرها وتعميتها آخر ما تبقى لها من قوة لتقتل نفسها والآخرين!
إطلالة نعيم قاسم في أربعينية الحسين، ليست إطلالة قوي، بل هي إطلالة ضعيف، وليست إطلالة حكيم، بل إطلالة “مشوّش”، وليست إطلالة قادر بل هي إطلالة عاجز!
يهدد نعيم قاسم السلطة اللبنانية من أجل سلاح يقف عاجزّا أمام السبب الذي من أجل محاربته كان: إسرائيل!
يحوّل نعيم قاسم نفسه الى جهاز دعاية ضد إسرائيل، وإلى مديرية تحشيد ثقافي ضدها، ولكنه في المقابل يصوّر نفسه قوة عسكرية هائلة في مواجهة السلطة اللبنانية!
في الواقع، إطلالة نعيم قاسم تث ير الشفقة وليس الرعب. شفقة من يحاول أن يظهر ضعفه اللامتناهي الى قوة ساحقة…للذات!