"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

نعيم قاسم في دور "الشيخ المسكين"

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

من دون ترتيبات مسبقة، طلب الأمين العام ل “حزب الله” الشيخ نعيم أن يطل في مقابلة على شاشة تلفزيون حزبه الخاصة، لايصال رسالة سريعة الى من يهمهم الأمر.

بعد التدقيق في مضمون الرسالة الأساسية التي اوصلها قاسم في المقابلة “المعلبة”، اتضح، بشكل لا لبس فيه، أنّ هدفها التراجع عن سرديات الحزب وإيران، وكلها تتمحور حول أنّ “المقاومة الإسلامية في لبنان” استعادت القوة التي كانت عليها، قبل الثامن من تشرين الأول ٢٠٢٣، تاريخ انضمامها الى “حرب طوفان الأقصى”، وفق استراتيجية “حرب المساندة”، رحت شعار “الطريق الى القدس”!

محور الرسالة التي وجهها قاسم واضحة ويختصرها قوله: “نحن لا نملك فائض قوة، فلماذا نُظهر أكثر ممّا نملك؟ ونحن جاهزون للدفاع عن النفس حتى آخر رجل وامرأة، ولكننا لسنا جاهزين لشنّ معركة”.

استعجال قاسم لايصال هذه الرسالة، له أسباب كثيرة أهمّها على الاطلاق، الاجماع اللبناني والعربي والدولي على أنّ التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان، توافر بفعل ما يتم ترداده عن استعادة الحزب لقوته. ومنذ أشهر، وبالتكافل والتضامن، بين الحزب وإيران، سرت سردية تجزم بأنّ “المقاومة الإسلامية” عادت الى القوة التي كانت عليها في العام ٢٠٢٣. وذهب بعض الدعائيين في كلامهم الى الحديث عن خطط الحزب لأسر جنود إسرائيليين واستهداف مواقعهم، بطريقة سوف تذهل العالم.

ومع وقف إطلاق النار في غزة، وتفرغ إسرائيل للجبهة الشمالية، تحوّلت سردية “حزب الله” من مجرد محاولة لرفع معنويات حزب تغتال إسرائيل قياداته الميدانية يوميا وتقصف مواقع محتملة له وتمنع مناصريه من العودة الى بلداتهم وممتلكاتهم وتقضي على ما تبقى له من ثروة ميكانيكية يمكن استخدامها في إعادة الاعمار، (تحوّلت) الى شبه حقيقة في تحقيقات صحافية امتدت من الولايات المتحدة الأميركية، مرورا باوروبا، وصولًا الى إسرائيل.

واستغلت الحكومة الإسرائيلية هذه السردية، لتبني في كل من واشنطن وباريس، مشروعية حرب جديدة على حزب الله. ويبدو أنّها نجحت في ذلك، فالمسؤولون الللبنانيون بعد طول اطمئنان الى انّ الكلام عن حرب جديدة مجرد تهويل، أصبحوا قلقلين من احتمال وقوعها فعلًا. والراعي الأميركي الذي كان ملجأ شكوى، أصبح في مقالة توم براك الأخيرة وفي جولة مورغان اورتاغىس برفقة وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، على الحدود مع لبنان، مصدرًا لاعطاء التهديد جدية مطلقة.

ولم تأت لا المواقف ولا المعلومات، بشكل منعزل عن الميدان، ففيما أجرت فرقة الجليل في الجيش الاسرائيلي أكبر مناوراتها الدفاعية والهجومية، كثف سلاح الطيران عملياته في الجنوب والبقاع ووسع دائرة أهدافه.

وفي ضوء اجندة الزيارات التي يمكن ان تحمل ما يمكن اعتباره “الإنذار الأخير”، وجد قاسم نفسه مضطرًا على أن يخرج الى العلن برسالة “مزيّنة” للقول إنّ كلام الحزب في مكان مختلف تمامًا عن واقعه، فهو أصبح حالة دفاعية “استشهادية”، ولم يعد يشكل أيّ خطر على أمن إسرائيل.

ولكن هل يجدي ذلك نفعًا؟

لا، تجيب أوساط واسعة الاطلاع على كواليس التواصل بين لبنان والخارج، فحزب الله أعطى حجة للحرب، ولكن هدف الحرب ليس ضرب القوة التي استعادها الحزب، بل القوة التي يحتفظ بها!

وتفيد أنّ حالة واحدة يمكن أن تجنّب لبنان الوقوع في مآسي حرب جديدة، وهي أن يقدم لبنان على نزع سلاح الحزب وحظر تنظيمه المسلح.

وتشير الى أن كل الدعوات الى مفاوضات بين لبنان وإسرائيل لن تجدي نفعًا، قبل ان تنجز الحكومة اللبنانية ما تعهدت به في الخامس من آب الماضي، بحيث حددت بنفسها مهلة انجاز حصر السلاح بيد الدولة في مهلة أقصاها نهاية العام الجاري.

وتفيد بأنّ إسرائيل تستعد لتقوم بمهمة ضرب ما تبقى من قوة مسلحة لحزب الله، مع انتهاء هذه المهلة، في حال لم تتمكن الحكومة اللبنانية من الإيفاء بتهداتها!

المقال السابق
اكتشف شخصيتك... من خلال إمضائك
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

لم يبق لحزب الله سوى التهديد بنحر اللبنانيين!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية