"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

مفاوضات سرية بين لبنان واسرائيل!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 12 يوليو 2025

من بين التصريحات التي تمر مرور الكرام أحيانًا، تخرج جملة واحدة كفيلة بإشعال الأسئلة الكبرى. هكذا كان الحال مع كلام رئيس الجمهورية جوزاف عون يوم الجمعة، حين قال ان السلام هو حالة اللّا حرب(…) أمّا مسألة التطبيع، فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة”.

موقف عون هذا بدا أول الأمر تقليديًّا ومبهمًا، لكنه حمل ما هو أبعد من ظاهره، خصوصا حين وُضع في سياق مقابلة لاحقة للمبعوث الأميركي توم براك مع صحيفة Arab News السعودية، حيث كشف عن ما وصفه بـ”مفاوضات سرية جارية حالياً بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أميركية”.

براك أشار إلى أن الولايات المتحدة سهّلت محادثات سرية بين لبنان وإسرائيل، رغم الحظر القانوني الذي يفرضه لبنان على التواصل المباشر.

وقال: “شكّلنا فريقًا تفاوضيًا وبدأنا بدور الوسيط. أعتقد أن هذا يحدث بوتيرة مكثفة”.

أضاف: “ستكون مسألة الأسلحة محور أي اتفاق؛ ليس الأسلحة الخفيفة، وهي شائعة في لبنان، بل الأسلحة الثقيلة القادرة على تهديد إسرائيل”.

وأوضح أن هذه الأسلحة “مخزنة في مرائب ومستودعات تحت الأرض تحت المنازل”.

وقال: “هذا الموضوع يجب ان يدرج على جدول أعمال الحكومة اللبنانية وتتم الموافقة عليه من حزب الله نفسه”!

هكذا، ومن دون مقدّمات، وُضِع لبنان أمام احتمال جديد: مفاوضات سلام تجري بصمت، تحت السقف الأميركي، بعيداً عن الإعلام، وحتى عن المؤسسات الدستورية اللبنانية نفسها. فهل نحن أمام دينامية جدّية بدأت تتشكّل؟ وهل اصبح لبنان جزءًا فعليًّا من المشروع الإقليمي الواسع الذي عنوانه “شرق اوسط مختلف”؟

للمرة الأولى، يصارح مسؤول أميركي اللبنانيين – عبر منبر سعودي – بأن المسار التفاوضي الذي بدأ مع سوريا يُستكمل فعلًا في لبنان، وبأن نهاية هذا الطريق لا تقف عند حدود “السلام الميداني”، بل تصل إلى التطبيع الكامل، بما يشبه ما جرى مع دول عربية أخرى. وما يثير الانتباه هو توقيت هذا الكلام، الذي يأتي وسط تصعيد عسكري متراكم في الجنوب، وتزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على لبنان وترهيب اللبنانيين من إعادتهم مجددا إلى “بلاد الشام” أي الى سوريا الكبرى التي سبق أن وصفها كمال جنبلاط بالسجن الكبير!

حتى اللحظة، لا تعليق رسمي لبناني على ما ورد. لا نفي ولا تأكيد. الغموض سيّد الموقف. لا بل التجاهل. من يفاوض؟ من يجتمع مع من؟ وما حدود ما يُبحث؟

هل نحن أمام مسار تفاوضي شامل، أم مجرد اتصالات تقنية حول سلاح حزب الله وحلفائه من المنظمات الفلسطينية؟

وهل يمكن للبنان أن يدخل فعلاً في عملية سلام- ولو ميداني- في ظل التوازنات الداخلية المعقدة والانقسامات العميقة؟

الأكيد أن حزب الله حتى الآن يدفع الكلفة العسكرية المرتفعة في الجنوب، ويتلقى الضربات من دون ان يتمكن من الرد. والأكيد أيضاً أن إسرائيل تريد إنهاء هذا “الخطر”، كما تسميه، عبر أدوات سياسية وليس فقط عسكرية. أما الأميركيون، فيبدو أنهم قرروا استخدام مفاوضات ناعمة مستفيدين من الحرب المفتوحة.

تصريحات براك ليست مجرد ثرثرة ولا كلاماً عابراً. هي بمثابة قنبلة سياسية، تفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تبدأ بهدوء… لكنها حتمًا لن تمرّ بهدوء.

فهل نحن أمام تسوية تُطبخ على نار أميركية، بتسهيل من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال عنه الرئيس عون إنّه يساهم في تطبيق مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة وحدها؟!

المقال السابق
"تيّار المستقبل" يجهّز نفسه لشنّ حملة ضد نوّاف سلام
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

هذه مشكلتنا مع بعض المسؤولين اللبنانيّين!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية