"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

لماذا استُثني لبنان من "عرس" سوريا؟

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 14 مايو 2025

“لن ندع سوريا لوحدها، وسنكون في مقدمة داعميها”. هذا ما أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بعيد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرياض، من حيث فجر، بناء على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مفاجأة مدوية بإعلانه رفع كل العقوبات الأميركية عن سوريا، وحيث عقد اجتماعا مع رئيسها المؤقت أحمد الشرع بحضور بن سلمان وبمشاركة هاتفية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

هذا التطور لم يأتِ من فراغ، بل من تقييم سعودي عميق للشرع. في وقت سابق، كانت لافتة طريقة وصف بن فرحان لقيادة الشرع، وكانت حديثة العهد، إذ قال إننا في سوريا نسمع في الإجتماعات المغلقة ما نسمعه في العلن. هذا التقييم للواقع السوري الجديد هو الذي جعل الأمير محمد بن سلمان يؤمن بالقدرات التحديثية والتغييرية والإيجابية عند الشرع، فتبنّاه وقرر دعمه بكل ما يملكه من طاقات وقدرات.لم يعد أحد في العالم قادرا على تحمّل “مرجلات” الغرف المغلقة و”حِكم” التصريحات العلنية، أو العكس.

ولكن ما تملكه السعودية من قدرات هائلة ذاتية وتأثيرية، لم يكن ممكنًا إفادة سوريا منها، إذا بقيت العقوبات الغربية عليها، ولا سيما منها العقوبات الأميركية. هذه مسألة لا يمكن حلها بالتحدي والشعارات، نظرًا لعواقبها، بل تحتاج الى جهد ومثابرة كبيرين.

مع تقدم الأيّام، ترسخ التقييم الإيجابي لقيادة الشرع لدى القيادة السعودية. قيادة الشرع ثابرت على نهجها المعلن والموعود، على الرغم من أنّها تحملت الكثير من “أعداء الخارج” الذين لديهم “امتدادات في الداخل”. وعليه كثفت السعودية مساعيها لمصلحة سوريا الجديدة بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء. بدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أبرز المتناغمين مع ولي العهد السعودي الذي كان يتقاطع في النظرة الى الواقع السوري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. بداية الطريق نحو رفع العقوبات عن سوريا، كانت في قصر الإليزيه الذي استضاف الشرع، متجاوزا انتقادات اليمين واليمين المتطرف.

وهكذا، كانت الظروف مهيّأة لترامب، حتى يعلن من الرياض تطبيع علاقات واشنطن مع دمشق التي تعرف جيّدًا ما لها وما عليها. إنّ متابعة البيان الصادر عن وزارة الخارجية السورية بعد قمة الرياض يثبت هذه الحقيقة، بوضوح كامل.

لقد ظهر أحمد الشرع، في الأشهر القليلة الماضية، قويًّا وبراغماتيًا وقادرًا على التعاطي “الواعي” مع الوقائع الاقليمية، من دون أن يجر نفسه وبلاده وشعبه الى مواجهات مجانية لا يملكون من عدتها سوى الشعارات الرنانة التي صاغها “المقامرون” الذين يطلقون على أنفسهم ألقابا عظيمة مثل “المقاومة”!

كان يمكن للبنان أن يقطف هو ثمار هذا الزخم السعودي الذي قال فيه ترامب ما لم يقله سعيد عقل ورشدي المعلوف في “الأم”، لو كان قادرا على أن يتحدث في العلن بما يتحدث به في الغرف المغلقة، ولو كانت لديه قوة تؤهله أن يحاول بسط سلطة الدولة، فعلًا، على كامل الأراضي اللبنانية، وأن يخطو ما يفترض به من خطوات لسحب السلاح غير الشرعي من أيادي التنظيمات اللبنانية وغير اللبنانية.

لكنّ التمنيات في واد والإمكانات في واد آخر.

ولأنّ هناك فجوة تفصل الوعد عن الفعل، بقي لبنان، في “القمة الثورية” التي انعقدت في الرياض ورسمت ملامح الشرق الأوسط الجديد، على قائمة “الضغط”، فبدل أن يتم منحه فرصة تنفيذية للحياة بقي موعودا بهذه الحياة إن أنجز ما عليه إنجازه وفي مقدمة ذلك تخليص نفسه من الأعباء التهديمية التي يمثلها سلاح “حزب الله”.

مبروك لسوريا هذا الإحتضان السعودي، و”عقبال لبنان”!

المقال السابق
سامي الجميل: يبدو فعلًا أنّنا سنكون آخر دولة تطبّع مع إسرائيل
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

"بلديات ٢٠٢٥" اولى ضحايا "أنانيّة" السلطة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية