"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

لم يبق لحزب الله سوى التهديد بنحر اللبنانيين!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 26 أكتوبر 2025

يطالب “حزب الله” الدولة اللبنانية بأن تتصدى، بكل الوسائل المتاحة، للضربات الإسرائيلية المتمادية ضده، في الجنوب والبقاع، وللتلوث السمعي والسيادي الذي تمارسه المسيّرات الإسرائيلية التي تراقب كل تحرك في بيروت وضواحيها. وهذا طلب مشروع!

ولكنّ الحزب في النهج الذي يعتمده، لا يراعي واقع الدولة اللبنانية والمتغيّرات الاستراتيجية في الإقليم، ولا النظرة الإقليمية والدولية الى المنطقة التي يشكل فيها “حزب الله” امتدادًا للجمهورية الإسلامية في إيران، الواقعة هي الأخرى في ورطة التهديد بتجديد الحرب عليها، إن لم تمتثل لدفتر الشروط المعروض عليها!

والدولة اللبنانية التي أخذت على عاتقها معالجة الكوارث التي أنتجتها تداعيات انخراط الحزب، رغمًا عن إرادتها وإرادة غالبية اللبنانيين، في “حرب الاسناد”، وضعت خارطة طريق واضحة في محاولة منها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأرض والأسرى وإعادة الاعمار، ولكنّ الحزب الذي يستعجل تحقيق كل ذلك، لا يتردد في التصدي، بالقوة والتهديد، لكل ما تطرحه هذه الدولة من حلول، في ضوء الرسائل الواضحة التي وصلت الى كبار المسؤولين، حول وجوب حصر السلاح بالقوى الشرعية ووضع خطة لإعادة اعمار تمنع الحزب من أن يكون مستفيدًا بأي وجه من الأوجه، من هذه العملية التي تعني شؤون اللبنانيين وشجونهم!

ويدرك الحزب قبل غيره أنّ الدولة اللبنانية لن تستطيع، من دون التناغم مع مضمون الرسائل التي وصلتها، تحقيق أي تقدم، بل العكس هو الصحيح، إذ إنّ إظهار عجزها سوف يوسع دائرة الكارثة، وقد يتسبب بشن اسرائيل حرب جديدة، تحت عنوان “محو حزب الله من الوجود”، وفق القاعدة نفسها التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتعامل مع “حركة حماس” إن هي رفضت مواصلة السير بالخطة التي وضعها لإنهاء الحرب في قطاع غزة. حيال ذلك، كيف يعقل ان تحقق الدولة اللبنانية مطالب “حزب الله” الذي يتهمها، حينًا، بالتقصير وحينًا آخر بالتواطؤ عليه؟ يذهب البعض الى الاعتقاد بأنّ الحزب يريد من الحكومة أن تعلن رسميًّا تخليها من التزاماتها في تفاهم وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل، وتاليًّا، إضفاء الغطاء الشرعي عليه ممّا يمكنه ان يعود، باسم جميع اللبنانيين، الى المواجهة العسكرية!

ولكنّ البعض الآخر، يعرف أنّ الحزب يوحي بذلك، ولكنّه يشد على يد الحكومة حتى لا تقدم على خطوة مماثلة أبدًا، لأنه لا يملك أدوات المواجهة، بعدما انكشفت غالبية مصانعه ومخازنه ومواقعه، وتضررت ترسانته بشكل كبير، وانكشف مقاتلوه الذين يتم استهدافهم الواحد تلو الآخر، واختبأت قياداته الجديدة، في أماكن سرية للغاية، الأمر الذي يعقد القدرة على التواصل الميداني.

وتدرك الدولة اللبنانية أنّها إن أقدمت على أيّ تصعيد دبلوماسي أو ميداني، فهي تعرض البلاد والعباد للخطر، من دون أن تكون لديها القدرات الكافية لفرض أيّ معادلة جديدة لا على إسرائيل ولا على المجتمع الدولي، بل سوف تزداد أمورها تعقيدًا!

في الواقع، يريد “حزب الله” من تحميل الدولة المسؤولية، رفع أعباء الكوارث المتلاحقة على بيئته، سكانًا وإسكانًا، عن كاهله، بعدما تبيّن أنّه، ومن أجل سلاحه وجناحه العسكري، مستعد أن يضحّي بالناس والجنوب والبقاع وبكل لبنان ايضًا!

وحتى تاريخه، يستفيد “حزب الله” من إرباك الدولة في التعاطي معه، فهي لا تكتفي بغض النظر عمّا يطلقه من مواقف تحمّلها المسوولية، بل تخشى من أن تصارح اللبنانيين عموما والشيعة منهم خصوصا بالحقائق التي يطمسها الحزب وبالكوارث التي نتجت وقد تنتج عن تصديه للخطة الانقاذية الوحيدة، وهي نزع السلاح ووضع خطة محايدة لاعادة الاعمار والانطلاق في مفاوضات حقيقية مع إسرائيل برعاية أميركية- فرنسية- اممية، من شأنها تزخيم عمل لجنة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية، بمستوى سياسي قادر على إيجاد آلية متكاملة لتنفيذ القرار ١٧٠١. ليس المهم أن يطلب الحزب من الدولة أن تفعل ما عليها فعله، بل أن يركن جانبًا لتمكينها من أن تصلح ما أفسده هو!

المقال السابق
اورتاغوس تجول ووزير الدفاع الاسرائيلي على الحدود مع لبنان على ايقاع تكثيف الاغتيلات في الجنوب
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

حزب الله وأنف دونالد ترامب!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية