مشكلتنا مع بعض المسؤولين في لبنان تكمن في أنّهم يتعاملون مع حزب الله ليس على اساس ما هو عليه، بل على أساس ما كان عليه!
المشكلة نفسها عشناها مع بعض ١٤ آذار. كانوا يتصرفون، بعد٢٦ نيسان ٢٠٠٥ كما لو أنّ رستم غزالة لا يزال في عنجر!
جاءهم حكماء ونبهوهم من مغبة التعاطي مع شؤون لبنان كما لو كان لا يزال النظام السوري يحتله، لكن معادلة “كلب بافلوف” كانت تسيطر على العقليات وعلى السلوك!
وكان ما كان!
حزب الله اليوم، لم تعد له علاقة بحزب الله الامس. لم يعد عاملًا اقليميًا. على هذا المستوى انتهى. لم يعد عامل استقرار داخلي بل اصبح ثقلا أعماريًا وماليا واقتصاديا ودبلوماسيا على الداخل. لم يعد يصادر وظيفة المقاومة، ولا يمكنه مهما شبط ولبط ان يعود إلى معادلات ٧ أيار ٢٠٠٨. كل العالم سوف يتعاطى معه، إن فكر حتى بالمحاولة، على اساس انه مجرد عصابة. نموذج تظاهرة التسع بندقيات في زقاق البلاط تؤكد ذلك!
لا يمكن لبعض المسؤولين اللبنانيين ان يضيّعوا فرصة لبنان المتاحة له والتي فصلها سعيد عقل الدبلوماسية الاميركية، أعني توم براك مدّاح لبنان واللبنانيّين، من القصر الجمهوري، الاثنين، خوفا من حزب الله!
ليس المطلوب رفع السلاح بوجه الحزب ولكن المطلوب الضغط عليه، وليس في الكواليس، بل علنا حتى يتغيّر. قناعاته هو حر فيها ولكن من دون سلاح لم تعد له وظيفة سوى فرض نفسه، كما يحصل حاليا، على المجتمع والوزارات والإدارات العامة.
جرّب الحزب حظه، بغباء استراتيجي منقطع النظير.أخذنا إلى حرب ازالة إسرائيل.خسر وخسّرنا. حان الوقت ان ننهض من ركامنا إلى رحاب الغد المشرق!