"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

هل باتت الحرب وراءنا؟

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 3 ديسمبر 2025

على إيقاع قرقعة طبول حرب اسرائيلية ضد “حزب الله” في كل لبنان، نجح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مستفيدًا من الديناميكية الإيجابية التي احدثتها زيارة البابا لاوون الرابع عشر، في ضم مدني إلى لجنة الميكانيزم المعنية بتنفيذ تفاهم وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل.

وأصبح السفير السابق سيمون كرم، أحد أركان لقاء قرنة شهوان الشهير، رئيسا للوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم التي تترأسها الولايات المتحدة الاميركية وتضم في عضويتها لبنان وإسرائيل واليونيفيل وفرنسا!

وهذا يعني أنّ رئاسة الجمهورية خطت خطوة نوعية من شأنها أن تفتح المفاوضات السياسية مع إسرائيل التي سيترأس وفدها عضو في مجلس أمنها القومي.

وقبل إعلان رئاسة الجمهورية عن هذا التطور كانت مورغان اورتاغوس التي تشارك في اجتماعات الميكانيزم قد قالت للبابا في رسالة “تويترية”: نحن نشارك معكم في المساعي إلى التعايش والسلام في المنطقة!

وركزت زيارة البابا إلى لبنان على عنوان السلام، اذ دعا الحبر الأعظم إلى نزع السلاح من القلوب والتوجه نحو الحوار كطريق لا بد منه لاحلال السلام.

هل يبعد هذا التطور النوعي الحرب؟

ليس بالضرورة، فالحرب في حالتنا اللبنانية، رفيقة لصيقة للمفاوضات، اذ يدرك الجميع أنّ شيئا لن يتقدم بلا ضغط ميداني وبلا خوف من تدهور الأمور نحو حرب كبيرة!

ولكنّ هذا التطور من شأنه في هذه المرحلة تخفيف ضغط الحرب، بفتح آفاق امام تسوية سلمية قوامها عاملان متوازنان: استعادة لبنان لحقوقه من اسرائيل واستعادة قراره السيادي من حزب الله المدعوم من ايران!

وهذا يعني أنّ شبح الحرب سوف يبتعد كلما أبعد حزب الله السلاح عن يديه ووضعه في عهدة الدولة!

ونزع سلاح حزب الله ليس مطلبا اسرائيليا فقط بل هو مطلب لبناني وإقليمي ودولي!

قد يكون هناك من يريد استغلال خطوة رئاسة الجمهورية لكسب الوقت، ولكن التطورات الأخيرة أظهرت أنّه في ظل التهديدات بحرب وشيكة، لا قيمة للمناورات!

وكانت خطة الحرب قد تبلورت، قبل التوصل الى اتفاق مع لبنان، بترئيس الوفد اللبناني لمدني.

خطة تتضمن الآتي:

اوّلا، هجوم جوي مركز على المخيمات الفلسطينية، وتحديدا على مواقع تستخدمها حماس والجهاد الإسلامي وتنظيمات أخرى موالية لحزب الله وإيران، ولا تنتهي الا بقرار يفضي الى تنفيذ تعهد لبنان بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية. وعجزت الحكومة اللبنانية، على الرغم من اتفاقها مع السلطة الفلسطينية، عن استكمال عملية نزع سلاح المخيمات، بعدما رفضت التنظيمات الحليفة لحزب الله ذلك.

ثانيا، تنفيذ انزالات في مواقع محددة في البقاع من اجل نسف أنفاق خاصة بالصواريخ والمسيرات التي لا يزال حزب الله يحتفظ بها. وتشير المعلومات الى ان الطيران الإسرائيلي نجح بسد مداخل هذه الانفاق ومنع التصرف بمحتوياتها، ولكنه عجز عن تدميرها.

ثالثا، توسيع المنطقة العازلة، بحيث تشمل، في حال حصول العملية، الخط الحدودي الثاني، وصولا الى تدمير ممنهج يصل الى عمق أربعين كيلومترا.

رابعا، تضخيم خسائر حزب الله، بحيث تتجاوز كلفتها عشرة اضعاف على الأقل، ما يمكن للحزب توفيره من تمويل على مدى عشر سنوات مقبلة، الأمر الذي يحول، مهما اختلفت لاحقا الأوضاع، دون تمكين الحزب من إعادة تأهيل قدراته التنظيمية والمالية والاجتماعية وحتى السياسية.

خامسا، إيجاد هوة استراتيجية لمصلحة الدولة اللبنانية، لأن التوازن الحالي بينها وبين حزب الله يحول دون تمكين مؤسسات الدولة من فرض سلطتها على كامل الجغرافيا اللبنانية، اذ تخشى على نفسها من قدرات حزب الله الحالية!

الخطة ستبقى قائمة من دون شك، ولكن تعيين سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني الى الميكانيزم، في حال حقق مفاعيله واطلق مسار المفاوضات مع اسرائيل، قد يجعلها مجرد ذكرى!

المقال السابق
رئاسة الجمهورية تبدأ رحلة التفاوض مع اسرائيل بتعيين مدني رئيسا لوفد لبنان الى الميكانيزم
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

إذا وقعت الحرب!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية