"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

بالخطوط الحمراء ..يبدأ التقسيم

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 16 يوليو 2025

روحية هذه الافتتاحية في “بودكاست” خاص، تابعوه بالنقر هنا

منذ اندلاع الأزمة السورية، حرصت إسرائيل على تحريك “خطوط التماس” في سوريا وإعادة الفرز الجغرافي، بحجة عدم وجوب الاطمئنان الى الشرع الذي “مهما غرّب سيبقى الجولاني”.وها هي اليوم بدأت برسم خطوطها الحمراء في سوريا، مستفيدة من دروز “بلاد الشام”.

الذريعة التي استخدمتها إسرائيل في قصفها الأخير لمواقع تابعة للنظام السوري كانت “حماية الدروز”، لكنها في الجوهر، تحمل ما هو أبعد من البعد الإنساني، وهي التي قدمت في غزة نماذجها الانسانية “المميّزة”.

وعلى الرغم من دعم كبير تلقاه النظام السوري الجديد من الغرب والشرق، وضعت تل أبيب وزنها العسكري والسياسي خلف مكوّن اجتماعي وجغرافي محدد، في خطوة لا تخلو من الرسائل الاستراتيجية.

فما الذي يعنيه أن تتدخل إسرائيل عسكريًا لحماية “الدروز السوريين”؟ وهل نحن أمام تحول في مفهوم الحماية إلى مشروع رسم للخرائط؟

حين تُحاط منطقة ما برعاية دولية أو بتدخل خارجي مباشر تحت عنوان الحماية، يبدأ المسار المعروف: تعزل المنطقة نفسيًا، ثم جغرافيًا، ثم يُصنع لها “وضع خاص” يتطور إلى كيان مستقل أو ذاتي الإدارة، كما حصل في محطات كثيرة من التاريخ الحديث، من كوسوفو إلى كردستان العراق.

اليوم، تتقاطع ملامح المشروع الإسرائيلي مع سيناريو التقسيم الناعم لسوريا. ومن خلال هذا التدخل، توجّه تل أبيب رسالة مزدوجة: أولًا للنظام السوري مفادها أن بعض المناطق باتت خارج “السيادة الكاملة”، وثانيًا للدروز أنفسهم بأن لهم في إسرائيل مظلة سياسية وعسكرية يمكن الركون إليها.

لكنّ السؤال الأخطر يبقى: هل يتّسع هذا الخط الأحمر ليشمل مناطق درزية أخرى في الإقليم، من الجولان إلى لبنان؟ وهل المشروع هو لحماية الأقليات، أم لإعادة تركيب الكيانات؟

الآتي من الأيام قد لا يجيب فقط عن هذه الأسئلة، بل قد يرسم خريطة جديدة للمنطقة، تبدأ من جبل العرب… وقد لا تنتهي عنده.

وحول هذا الموضوع، نقدم لكم “بودكاست” يجول على كل هذه النقاط، وهكذا يمكنكم متابعة هذه الافتتاحية بالصوت والصورة بالنقر هنا

المقال السابق
تركيا تحذر أكراد سوريا من "المغامرة"!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مقاومة أنقاذ لبنان!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية