"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

السلام الإقليمي يتقدم ولبنان ينتظر… الإذن!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

بين العامين ١٩٩٦ و٢٠٠٣ انعقدت في شرم الشيخ المصرية أربع قمم لإرساء السلام في الشرق الأوسط، وفي كل مرة كانت هذه القمم تنعكس سلبًا على لبنان وتتسبب بتشنجات وتوترات خطرة للغاية، اذ كان “حزب الله” في تماهيه الكامل مع إيران وسوريا، يلعب أدوارًا رائدة بالاشتراك مع “قوى الممانعة” بقيادة “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، في الانقلاب على المسار السلمي!

مسار سلمي مشابه انطلق من شرم الشيخ، حيث انعقدت، الإثنين الواقع فيه ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥ قمة دولية في غاية الأهمية بمناسبة التوصل الى اتفاق لوقف الحرب في غزة. اتفاق يرى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني وتبعًا لذلك نهاية للصراع العربي- الإسرائيلي.

ولكنّ إيران، مرة جديدة استُبعِدت أو أبعدت نفسها، عن هذا النهج الأميركي، وجددت اعتقادها بأنّ المستقبل تصنعه ” المقاومة” وأنّ اتفاقيات إبراهيم التي دعاها ترامب للانضمام إليها ” مجرد خيانة”، وفق وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

بطبيعة الحال، سوف ينعكس الموقف الممانع الإيراني على ” حزب الله” الذي يواظب على استعراض قوته في لبنان، وكان آخرها احتشاد عشرات الآلاف من “كشافة المهدي” في مدينة كميل شمعون الرياضية تحت شعار ” أجيال السيّد”، في إشارة مختصرة الى السيد حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت بقصف حصنه في السابع والعشرين من أيلول ٢٠٢٤.

وهذا يعني أنّ حزب الله سوف يظهر مزيدًا من التشدد لمصلحة الاحتفاظ بسلاحه وبدور عسكري محتمل له، تحت عنوان إعادة تجميع قوته للدفاع عن لبنان. ومن شأن هذا التشدد أن يُظهر السلطة اللبنانية ضعيفة وعاجزة أمام المجتمع الدولي عمومًا وأمام الولايات المتحدة خصوصًا، في محاولة لتيئيس الداخل والخارج من أي جهد يهدف الى ضم لبنان الى المسار السلمي!

ولكنّ هذا الطموح الإيراني الذي له أدوات في أكثر من دولة، يتقدمها لبنان، قد يكون مزعجًا، ولكنّه على خلاف المراحل السابقة لن يكون مجديًا، وذلك لأسباب كثيرة.

على المستوى الإقليمي، تبدو ايران، هذه المرة بعيدة كل البعد عن الحدود الإسرائيلية، فسوريا التي كانت الممر الآمن لتنظيمات فيلق القدس، أصبحت في المقلب الآخر من الخارطة الاستراتيجية، وحركة حماس لم تسلّم ورقة قوتها الأساسية، أي ورقة الرهائن الذين تمّت إعادتهم جميعا، وبدفعة واحدة، إلّا لأنها لم تعد قادرة على الصمود في دائرة الصراع والدم والدمار، والحشد الشعبي يعاني مواجهات داخلية لإبعاد العراق عن دائرة التهديد، وايران نفسها لم تعد مجرد قائدة للحرب من الخلف بل أصبحت في خضمها وتتوسط الأصدقاء حتى لا تعود إسرائيل الى فضائها المفتوح.

وحزب الله نفسه لم يعد على الحدود مع إسرائيل، مع تسليمه بوجوب خروجه، كقوة مسلحة وتنظيمات مموّهة، من جنوب نهر الليطاني، والأدهى من ذلك أنّه يخشى، فعلًا، أن تعود إسرائيل الى الحرب، فتوسع رقعة استهدافه الميداني، بالإضافة الى تعنيف الغارات الجوية، مما يضعفه عسكريًّا أكثر، ويجعل موافقته على تسوية شاملة مع إسرائيل شرطًا لوقف الحرب الجديدة إذا وقعت.

كل ذلك يعني أنّ النيات للانقلاب على مسار أحدث قمم شرم الشيخ، ولو كانت متوافرة بقوة في النفوس والنصوص، إلّا أنّها تفتفد للمعطيات التي كانت تتوافر في المراحل السابقة، اذ إنّ محور الممانعة لم يعد يحتفظ الا بشعاراته، في وقت خسر فيه كامل قدراته!

وعلى الرغم من ذلك، يواجه لبنان معضلة استئخار الانضمام الى دائرة الحلول، في حين سبقته ليس سوريا فحسب، بل فلسطين أيضا!

وهذا ما يدأ يدركه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي لا يزال يلمّح للى وجوب التفاوض مع اسراييل، ولكنه ينتظر حصوله على موافقة داخلية…ما!

المقال السابق
الشرع في موسكو وعلى جدول الأعمال تقديم طلب رسمي لاسترداد بشار الأسد
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

هل سمعت أهل غزة يا سيّد خامنئي؟!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية