"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الفتنة لا تحتاج في بلاد المجانين إلّا ل..حجة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 1 مايو 2025

أصبح الطريق الى الفتنة “الهادفة” سهلا جدًا: اختر معتوهًا طائفيًّا يستسهل شتم مقدسات مجموعة متطرّفة، أو استعمل أحدث تقنيات الذكاء الإصطناعي لفبركة خطاب مماثل، واكتفِ بتوسيع قاعدة نشر ما قاله المعتوه أو سجلته إلكترونيا، واجلس منتظرًا لساعات قليلة فقط، لأنّه بعدها سوف تشاهد ما خططتَ له مجسّدًا، بحيث يخرج مجانين التطرف، وقبل أن يبحثوا في حقيقة ما حصل، و”يفشوا خلقهم باللي بيسوا وما بيسواش”. ولا تخشَ ما يمكن أن يصدر عن العقلاء، فهو لن يؤثر، فمستغلو الفتن، ينتظرون هكذا تطورات، ليرفعوا شعبيتهم، ويزعموا أنهم أبطال!

وحينها، خطتَك، أيًا تكن، تنجح. إذا كنت عدو النظام، فأنتَ تضعفه. وإذا كنتَ تتطلّع الى التقسيم، فحينها تزداد شعبيتك، وإذا كنتَ ترغب بتحويل نفسك الى “حامي الحمى”، فلك ما به ترغب.

عمليًا، يبحث المجانين عن حجة، فهم حاقدون، تكفيريون، يرفضون التنوع، يتوهمون بأنهم يحتكرون الحقيقة، ويظنون أنفسهم أّنهم فعلا المدافعون عن كرامة من يقول لهذا كن فيكون ولهذا زل فيزول، ومن نفخ في التراب فكان الإنسان، ومن لا تسقط شعرة من رؤوسنا إلّا بإذنه!

نعم، هم يتربصون ليحظوا بأتفه حجة ليهجموا ويحرقوا ويحاربوا ويقتلوا ويجرحوا ويهجروا وليفقروا وليدمروا. لا قيمة للعدالة لديهم، ولا للحقيقة، ولا للدولة، ولا للضحايا، ولا للخسائر. همّهم أن يُنفِّسوا أحقادهم بالآخر.

مع هؤلاء لا ّمجال لإقامة أنظمة قوية، لأنّها، بكلمة واحدة، تصبح ضعيفة، مزعزعة، وغير قادرة على الضبط والتحكم!

مع هؤلاء، لا مكان للإعتدال، فكل ما تبنيه لسنوات يُدمّر بلحظة. رحم الله الرئيس فؤاد شهاب، عندما قال ردًا على طلب محبيه بأن يؤسس حزبًا عابرًا للطائفية في لبنان: تتعب وتتعب، ومن ثم يأتي من يرمي جثة مسيحي تحت جسر البربير وجثة مسلم تحت جسر الرينغ، فينتهي كل شيء!

مع هؤلاء، وحده الإستغلال ينفع. الجميع يمكنهم أن يستغلوهم.

مع هؤلاء، لا بد من أن ينتصر الخبثاء وينهزم الحالمون بإنشاء دولة حاضنة للجميع!

الخلاص من هؤلاء المجانين، هو الطريق الوحيد، إلى الخلاص!

المقال السابق
ماذا يقول وجهاء ومشايخ السويداء الدروز عن تطلعاتهم السورية؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

التطبيع "المنبوذ" إسرائيليًّا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية