بعد استقباله الموفد الأميركي الى لبنان وسوريا طوم باراك قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إنّ “لبنان لن يدخل الحرب 200 في المائة لأنّ لا مصلحة له في ذلك ولأنه سيدفع الثمن وإيران ليست بحاجة لنا بل إسرائيل هي التي تحتاج دعماً”.
وبذلك، انقلب بري، وأمام صديق الرئيس الاميركي دونالد ترامب مباشرة، على الدعاية الإيرانية التي تحاول أن توحي بأنّ الدخول الأميركي الى الحرب الى جانب إسرائيل سوف يُشعل حربًا إقليمية، بحيث تتحد كل قوى “جبهة المقاومة” في الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
بري عمليا قال لباراك: لن نتحدى ارادة صديقك أبدا!
ولم يكد يتأكد كلام برّي، بعدما تناقلته كل وسائل الاعلام، من دون أن يلقى نفيًا، خرج الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، من مكان ما، ببيان طويل - عريض، ليمجّد بإيران، ويعلن انحيازه لها، ويؤكد واجبه بمناصرتها بكل الوسائل.
كلام قاسم، جاء ليعيد إبهاما أزاله بري!
ولكن من يجب أن يصدق اللبنانيون : بري أو قاسم؟
في الواقع، ليس بين اللبنانيين من يمكن أن يصدّق الشيخ نعيم الذي كان يطلق بيانه فيما إسرائيل تنقض عليه وعلى مقاتليه في جنوب لبنان، وتقضي على مجموعة جديدة منهم، من دون أن يتمكن حزب الله من فعل أي شيء!
نعيم قاسم العاجز عن التضامن مع مقاتليه هو نفسه نعيم قاسم الذي سوف يبقى عاجزا عن مناصرة ايران بالقوة العسكرية، لأنه، في حال فعل، فهو سيكون في وضعية من ينتحر وينحر ناسه وأهله ووطنه، من دون أن يضاعف قوة ايران أو أن يسد ثغراتها الكثيرة، تماما كما حصل مع هذا الحزب عندما اقتحم حرب طوفات الأقصى ليناصر حركة حماس في غزة، فوجد نفسه طريح…الهزيمة!