لم يسترخ أصبع إسرائيل، فهو بقي على الزناد. من بين العائدين سقط ضحايا وجرحى واعتقل آخرون. اعتبرهم الجيش الإسرائيلي من "حزب الله"، وأصر على منعهم من الوصول الى المناطق المحظورة، بإطلاق النار. في هذا الوقت، لم تتوقف مسيراته وطائراته عن التحليق في الجنوب وسائر لبنان وتحديدا على الحدود اللبنانية- السورية. يتابع كل ما يجري من فوق. ولا يتوقف عن التهديد، لإثبات حريته في التحرك والقمع والضرب والمواجهة. بالنسبة اليه، الحرب يمكن أن تعود في أي لحظة، إذا لم يتم تنفيذ الإتفاق بحذافيره، وهو اتفاق يضيّق الخناق على كل نشاط عسكري لحزب الله. صحيح أنّ الحزب يرفع راية الإنتصار، ولكن الصحيح أكثر أنّ إسرائيل لا تزال تصوّب البندقية، ومن فرحوا بوقف النار وبعودتهم الى مناطقهم، يمكن، إن لم يتم الإلتزام بالإتفاق الذي ينقل السيادة من عهدة حزب الله الى عهدة الجيش اللبناني المدعوم من المجتمع الدولي، أن يروا أنفسهم يبكون غدا وينزحون من جديد.